كلما زادت معرفتك بالله زادت خشيتك وحسُن تعاملك مع ربك
تري كثيرًا من الناس إذا قمت بمفاجأته بسؤال من هو الله ؟! فإن بعضهم سيقول إنه هو الخالق، هوالرازق نحن جميعًا نعرف ذلك ولكن هل هذا كل ما نعرفه عن الله عز وجل ؟ أتعلم إن الإنسان كلما زاد علمه بالله كلما زادت خشيته وحسُن تعامله مع ربه جل في علاه يقول سبحانه - إنما يخشي الله من عباده العلماء - فكم تعرف عن الله، الله تعالي في السماء لا يعلم حقيقة ذاته إلا هو فماذا عساي أن أقول عن عظمة الله يكفي أنه لا يستطيع أن يراه أحد، ولو رآه أي شخص في هذه الحياة الدنيا فإنه سينهار تمامًا أقوي الأجساد الموجودة الأن لا تقوي علي أن تنظر إلي الله، فإذا كانت ذاته بهذه العظمة والقوة لدرجة أنه من يشاهدها ينهار ويتلف وينعدم لمجرد فقط الرؤيه، فكيف بحقيقة هذه الذات كيف بالصفات الجليلة التي اتصف به ذات الله إعلم أنه كلما زادت معرفتك بالله زادت خشيتك حسُن تعاملك مع ربك.
![]() |
من هو الله من عرفه زادت خشيته |
الصفات الجليلة لرب العالمين
من هو الله كيف بالصفات الجليلة التي إتصفت به ذات الله، وبهذا فإن ربنا يعلم ذلك، ويعلم أن أحبابه متشوقون جدًا لرؤيته لأنهم كثيرًا ما كانوا يسمعون عنه وكثيرًا ما كانوا يتعلمون عنه وعن عظمته وعن جماله وهم الأن يريدون أن يروه يريدون رؤية هذا الجمال بهذا فإنه سبحانه سيقوي أجسادهم وحواسهم يوم القيامة ويعطيها من القدرة ما يمكنها من رؤياه سبحانه. لماذا ؟ لكي تنال هذه الأجساد لذة النظر إلي الله ولذة رؤيته بلا تلف في ذواتهم ولا إنعدام لأنهم ضعاف أمام رؤية الله عز وجل الإله الكبير العظيم الجليل.
من هو الله وما صفاته، هي صفات كاملة لا يوجد لها مثيل بأي شئ أخر ولا في أي مكان أخر والمخلوق قد تكون له صفات تشابه صفات الخالق سبحانه ولكن بالإسم فقط، علي سبيل المثال ربنا حي وله الحياة الكاملة المخلوق له حياة أيضًا ولكنه حياة خاصة به ليست كحياة الله ولا يوجد أي نوع من أنواع الشبه بين الحياتين أبدًا.
ولا حتي يوجد تقارب ولو بسيط فلم يحدث ولا مرة واحدة أن تشابهت صفة من صفات الخالق مع صفة من صفات المخلوق
فمن هو الله ؟
الله سبحانه إله جميع المخلوقات، ولم يجدوا لهم إله غيره هو المتكفل بهذه المخلوقات وحده يدبر شؤن مملكته الواسعة التي تشمل السموات والأرض ولا يساعده في ذلك أحد ومنذ أن خلق الله أول مخلوق وإلي أن ينتهي هذا العالم فإن الله الوحيد الذي يرزق ويملك والقادر علي كل شئ هذه الصفات قد عرفنا وعلمنا الله منها وأخبرنا عنها لكن توجد صفات لله لم يخبرنا بها ولا نعلمها ولا يعلمها أحد بل إستأثرها الله في علم الغيب عنده.
نعم فمن شدة عظمة الله فإنه لم يستطع أحدٌ من أن يحيط علمًا بكل عظمة الله أبدًا ولا أحد إطلاقًا إلا واحد فقط هو الذي أحاط بها علمًا إنه الله، فإنه لا يعلم حقيقة الله كاملة إلا الله.
كما أن العين عضو من الأعضاء فإن لها حدودًا معينة، فلا تستطيع النظر حتي مسافة معينة أبعد من هذه المسافة وكما أن الأذن أيضًا عضو من الأعضاء فإنها لا تستطيع السماع إلا لمسافة معينة، وكذلك العقل هو عضو مو الأعضاء فلا يستطيع الفهم إلا أشياء معينه توجد أشياء كثيرة أكثر من العقل لا يستطيع أن يتخيلها ولا أن يتصورها وأولها الخالق فإنه لا يمكن لأحد أن يتصوره قبل أن يراه يوم القيامة لا يستطيع ولله المثل الأعلي ربنا جل وعلي ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
ولا يستطيع أحد أن يتصوره أو أن يتخيله بل كل من تخيل الله علي شئ فربنا سبحانه علي خلاف هذا الشئ الذي تخيله، حتي لو بقي الإنسان مائة عام لا يفعل شئ سوي محاولة تصور الله سبحانه وتخيله علي حقيقته فإنه لن يستطيع وكل النتلئج التي سيتوصل إليها ربنا سبحانه وتعالي في الحقيقة علي خلاف هذا كله، لأن الله عنده من العَظمة والجلال والحبروت ما لا يمكن تصوره ولا يمكن تخيله والله سبحانه لم يثني أحد من مخلوقاته عليه ما يكافئ هذه العظمة وكل من حاول أن يثني ويحمد أو أن يشكر بقوله أو بفعله سواء كان من الملائكة أو من الأنبياء أو مو خلقه جميعًا فإنهم إنما يقتربون من الثناء الذي يستحقه الله تبارك وتعالي وإلا فالوحيد الذي أثني علي الله الثناء الذي يكافئ عظمته هو الله نفسه فقط هو سبحانه عندما أثني علي نفسه
ولو جمعنا ثناء الناس جميعًا وعبادات الخلق جميعًا عبادة جبريل عبادة ميكائيل عبادة إبراهيم عليه السلام عبادة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم عبادة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من أول ما بدأ الخلق إلي آخر من يموت يوم القيامة لو جمعناها ثم ضاعفناها أضعافًا كثيرة وقدمناها لله لما قاربت صفة واحدة من صفات الله التي تليق بعظمته التي يستحقها هو سبحانه، نعم فمن الملائكة من هو راكع لا يرفع رأسه إلي يوم القيامة ومنهم من الملائكة مو هو ساجد لا يرفع رأسه إلي يوم القيامة يسبحون ويتعبدون، ثم إذا قامت القيامة تراهم ماذا يقولون ؟ قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إي والله وقما قال سبحانه وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه.
من هو الله وكيف يكون فضله سبحانه، إذن الفضل لله سبحانه وتعالي يتقبل عباداتنا علي ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة وتري بعض الرياء أحيانًا وقد سبقنا هذه العبادة بذنوب ثم ألحقناها بعد ذلك بذنوب أخري لكن مع هذا كله هو يتقبلنا ويقبل العبادة فإذا كانت خالصة لوجهه الكريم مع أن عباداتنا لا تنفعه بشئ ولا يحتاج منها شئ بل نحن الذين نحتاج إلي هذه العبادة ونحن الذين نستمتع بها إذا طبقناها ونحنالذين سندخل الجنة بحسن السعادة الخالدة هناك وأما هو فلن يستفيد منا بأي شئ. بماذا يمكن أن نفيده نحن ؟!
هوالغني ونحن الفقراء إليه مع هذا فإنه سبحانه يغنينا ويسقينا ويهدينا ويكرمنا وإذا إحتجنا فإنه يعطينا بل إنه يحب أن يُطلب منه، وكلما طلبنا أكثر فإنه يحبنا أكثر لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقول وهذا من جمال أفعاله سبحانه، حيث أنه جمع بين جمال الأفعال وجمال الذات.
من هو الله هو إلاهنا هو ذاك الإله الجميل بل أجمل ما في الكون هو الله، ولهذا سَمي الله نفسه الجميل وهو فعلاً جميل يحب الجمال.
كما أخبرنا بذلك نبينا صلي الله عليه وسلم ويكفي في الدلالة علي جماله أن كل جمالٍ في الجمادات أو البشر أو النباتات أو الحيوانات هو من صنع هذا الجمال لأنه فعلاً جميل ولهذا كانت أعظم نعمة لأهل الجنة أن يكشف لهم ربهم عن جماله ويرونه في الجنة لكي يروا هذا الجمال الذي لم يروا مثله من قبل فكل من رآه فسيَسعد وسيفرح فرحًا لم يفرح في حياته من قبل أبدًا لأنه سبحانه هو الذي خلق السعادة وعلي هذا فسيعطيها لمن جاء إليه وتقرب بين يديه ولن يعطيها لمن إبتعد عنه.
كلما إقتربت من الله جل وعلي أكثر كلما إزدادت هذه السعادة أكثر، ولهذا جعل الله الجنة قريبة منه في السماء السابعة لأنها مستقر السعادة وكلما إرتفعت في درجات الجنة أكثر كلما إقترب من الذات الإلهية أكثر، إلي متي ؟ إلي أن تصل إلي أعلي مرتبة في الجنة وهي الفردوس الأعلي وهذه هي أسعد منطقة في الجنة هناك الأنبياء والرسل.
هل تعرف ما هو سقف هذه الجنة ؟
الفردوس الأعلي بالجنة سقفها هو عرش الرحمن ألم أقل لك أن السعادة في القرب من الله سبحانه لأن الله عز وجل هو منتهي السعادة وعنده سدرة المنتهي عندها جنة المأوي إذ يغشي السدرة ما يغشي.
مع كل هذه العظمة والجمال فإن أكثر من يُعصي ومن يخالَف ومن يُعرض عنه ، هو الله هل رأيت أحد في الأرض يعصي أكثر من الله ؟ مع كل هذا الله سبحانه وتعالي يعطيهم ويسقيهم وإذا مرضوا فإنه يعافيهم لأنه حليم عليهم صبور علي من يعصيه من خلقه فهو سَمي نفسه الصبور، بل لو تاب العاصي إلي الله ورجع إليه سبحانه فإن الله يفرح به فرحًا شديدًا أكثر من فرحة العبد برجوعه إلي الله، سبحان الله تري كيف أن العبد هو الذي يحتاج إلي الله وهنا يفرح الله بتوبة العبد ورجوعه إليه ويكرمه غاية الإكرام.
فليس العجب من العبد المملوك أن يتقرب إلي السيد ويتودد إليه ويريد رضاه هذا هو الأصل.
ولكن العجب وكل العجب أن تري السيد هو الذي يتودد من عبده ويتحبب إليه في أنواع من العطايا والهدايا والغبد يعرض ويصر علي الإبتعاد وعدم التوبة مع أن العبد إذا رفع يديه إلي الله تعالي لاستحي الله منه ربنا يستحي أن يرضك إذا طلبت منه.