recent
أخبار ساخنة

فضل الذكر ودرجات الذاكرين | details

Details
الصفحة الرئيسية

ثواب ذكر الله عز وجل

السلام عليكم أحبتي في الله ورحمة الله عليكم وبركاته

اليوم نحن في منزلة مباركة عظيمة من منازل، إياك نعبد وإياك نستعين.

مع ثواب الذكر، فضل الذكر ومع درجات الذاكرين الله عز وجل. فأهلها هم أهل السبق، هم أهل التفريد، هم أهل الله وخاصته، هذه المنزلة بها حياة القلوب فلا حياة للقلب بدونها، هي عمارة القلوب وهي زراعة الجنة يوم القيامة. وعمارة القلوب في الدنيا، فالقلوب كلها خاوية بدونها، كما أن الجنة قيعان لا زرع فيها بدونها.

فما هي منزلتنا في هذا اليوم بهذا المقال إنها منزلة الذكر، فالذكر هو من أعظم المنازل وأفضلها.

فما هو الذكر في اللغة؟ وما المراد به؟ وما هو الذكر في الإصطلاح؟. وما هو حديث القرآن عن الذكر؟ وما هي المعاني التي يطلق عليها معاني كلمة ذكر؟. وما هي الكلمات المتشابهة مع الذكر؟ وما هي درجات الذكر ودرجات الذاكرين الله عز وجل؟ وما هو فضل الذكر؟ وما هي فوائده؟ وكيف نكون من الذاكرين الله؟ كل ذلك. هو ما سنحاول توضيحه بهذا المقال بمشيئة الله، فتابع معي عزيزي القارئ.

فضل الذكر ودرجات الذاكرين | details
فضل الذكر ودرجات الذاكرين

ما المراد بالذكر في اللغة

الذكر في اللغة مكون من ثلاثة حروف ذكر، ويطلق علي الرجل ذَكر لماذا سمي الذكر  ذكر ، لأنه يُذكر أكثر من الأنثي ولأنه هو يذكر  أكثر من الأنثي، فالأنثي معرضة للنسيان أما الذكر فالنسيان عنده قليل، لهذا كانت شهادة الذكر الواحد تعدلها شهادة إمرأتين. فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ووضح السبب هنا أن تضل إحداهما فتذكر  إحداهما الأخري.

فسمي الذكر ذكراً لأنه يذكر أكثر من الأنثي، كما ويذكر بأفعاله أكثر مما تذكر المرأة.

الذكر في اللغة يطلق علي معاني كثيرة. يذكر منها أنه ضد النسيان، فتقول ذكَرت كذا وذكَّرت بكذا حتي لا يُنسي، ولهذا كان نبينا محمد صلوات ربي وتسليمه عليه كان في مجلس من مجالسه ومعه الصحابة، فقال النبي صلي الله عليه وسلم للصحابة. أيكم يذكر الرجل صاحب الجمل الأحمر يوم عكاظ؟ فقال أبو بكر أنا. وأذكر ماذا قال صاحب الجمل فقال النبي له وماذا قال، قال يا أيها الناس إسمعوا واعوا. فإذا وعيتم فانتفعوا.

إنه من عاش مات، ومن مات فات ، وكل ما هو آت آت، سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج، فأخذ يخطب أبو بكر بالخطبة التي قالها صاحب الجمل قس بن ساعده ، حضرها النبي قبل الإسلام ذكرها الرسول وذكر بها أبو بكر، فهذا هو باب الذكر وهو ضد النسيان. والمعني الثانى ان الذكر هو ما ينطق به اللسان. ولذلك قال رسول الله لا يزال لسانك رطب بذكر الله.


ومنه أيضاً قول الله جل وعلا، كهيعص ذكر رحمة ربك. يعني هذا الكلام هو ذكر رحمة ربك الذي تتحرك به ألسنتكم هو الحديث عن رحمة ربك لعبده ذكريا .

 ومنه قول الله عز وجل واذكر في الكتاب ليس هذا الذكر ذكر للمخلوق وإنما هو حركة للسان برحمة الله التي حلت علي المخلوق. فهو ذكر لله فلولا رحمة الله ما وجد ذكريا يحيي ، ولولا رحمة الله ما وجدت مريم عيسي، ولولا رحمة الله ما حصل شئ مما حصل كله، فإن كل شئ برحمة الله سبحانه جل في علاه. فهذا ذكر بمعني ما يجري علي اللسان.


المعني التالي للذكر بمعني الشرف

قال الله عز وجل ص والقرآن ذي الذكر ، أي أن القرآن الشريف ذو المكانة العالية وشرف، فهو أشرف كتاب أنزله الله وأشرف كلام يقرأه الإنسان

ومنه قول الله عز وجل، إنا نحن نزلنا الذكر

لأنه أولاً يذكر الله به فلولا القرآن لما ذكر الله، فالقرآن هو الذي عرف بالله سبحانه وتعالي وذكر بالله ، وفيه جميع أنواع الذكر، وهو أشرف ذكر وهو أكرم من الصلاة عندما قال الله تعالي إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر في النهاية القرآن أكبر.

أيضاً من معاني الذكر الواردة فإنه يطلق علي التسبيح والتكبير والتهليل، وعير ذلك ودل علي ذلك قوله عز وجل الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم. نذكر هنا بأن الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان فذكر اللسان معروف بالتسبيح والتكبير والتهليل وما إلي غير ذلك، أما الذكر بالقلب فكيف يكون ذلك؟ 

كيف يكون الذكر بالقلب

يكون الذكر بالقلب بعدم النسيان لأن أصل النسيان بالقلب، والذكر في القلب يقول الله عز وجل. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ذلك ذكر القلب.


يمكن أن نسأل سؤالاً ؟ 

كيف يُنسَي الله ؟! وفي كل شئ له آية تدل علي أنه الواحد، كل شئ تراه هو يذكرك بالله أنت نفسك، فكيف ننساه أفاله ظاهرة أقواله في القرآن مسموعة. خلقه ملكه تدبيره، ما يدل عليه الكون كله ملئ بما يذكر بالله فكيف ننساه.

الغفله والشيطان والنفس نفسها 

  • الذكر يطلق علي الثناء والمدح فإذا أثنيت فقد ذكرت وهو ذكر المحاسن. 
  • الذكر يطلق علي الحفظ الذي هو عدم النسيان ومنه المذاكرة التي يذاكرها الطلاب حتي يتم الحفظ، فهذا الذكر بمعني الحفظ. والحفظ لله هو أفضل أنواع الحفظ.
  • يطلق الذكر ويراد به الحياة، حياة الق لب ولذلك إذا كان القلب حياً تري صاحبة ذاكراً، فإذا لم يذكر كان صاحبه ميتاً ولذلك قال النبي صلوات ربي عليه. مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت.
  • ويطلق الذكر أيضاً ويراد به الموعظة، كما قال الله تعالي. وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين، إلي غير ذلك. أما في الإصطلاح فيوجد للعلماء لتعريف الذكر أقوال كثيرة، فمنها ما قاله بن القيم رحمة الله عليه، قال الذكر ثلاث، ذكر ثناء ، وذكر دعاء ، وذكر رعاية.
  • بالثناء علي الله فالثناء يحصل باللسان، مثل الحمد لله يقول الله عز وجل أثني عليّ عبدي وتلاوة القرآن كلها داخلة في الثناء، وذكر دعاء ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار هذا دعاء علي سبيل المثال والدعاء يسمي ذكراً ، ولذلك قال الله تعالي،فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين.


أما نوع الذكر، الرعاية كما صنفها بن القيم ، كما قال يوسف عليه السلام وإذ أحسن بي وأخرجنى من السجن.

وكما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي خلقني فو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين.


فذكر رعاية الله بك هذا من الذكر، اللهم إنك خلقتنا وسويتنا ورزقتنا ومن كل ما سألناك به أعطيتنا. هذا الرعاية أن تعترف لله بجميل إحسانه عليك، فهذا من الذكر ، والأفضل أن يكون أولاً الثناء ، ثم ذكر الرعاية ، ثم الدعاء ومن الرعاية قول سيدنا يوسف عليه السلام، ربي قد أتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض.

المعني أن تذكر رعايه الله بك وعنايته بك وما أعطاك فإذا ذكرت ذلك فقد ذكرته، ومنه التحدث بالنعم هو ذكر لله المنعم سبحانه وتعالي وهو داخل في باب الرعاية.


أما التعريف التالي في معني الذكر.


فهو أن الذكر حياة القلوب ومن غيره تموت. تري أن الماء والمطر حياة الأرض، وبإنقطاعه تموت.

إذا خلت القلوب من ذكر الله كانت كالأراضي الجافه التي لم ينزل عليها قطرة ماء، فإذا ذكرت القلوب الله إهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، مثلها مثل الأرض تماماً ولهذا لا تفيض العينان إلا من صاحب قلب ذاكر لله عز وجل، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.


وقيل الذكر هو باب الله الأعظم. فهو باب مفتوح بينه وبين الخلق.

وقيل الذكر هو روح الأعمال الصالحة ، فأي عمل ليس فيه ذكر لله قبله أو بعده أو فيه فهو عمل لا قيمة له عمل ميت كجثة هامدة، ولذلك علمنا الإسلام بأن نذكر الله عز وجل في كل شئ عند دخولك للمسجد وعند خروجك وعند بدء طعامك وعند الإنتهاء منه وعند خروجك من بيتك، وعند دخولك اليه.

واذا دخل الليل وعند استقبال النهار وعند سماع الديك وعند سماع الأذان عند رؤية الهلال، والسحاب والرعد وعند نزول الأمطار في كل شئ فيه دعاء.

 

فالذكر أنواع عام وخاص وأذكار واردة

الذكر العام / هو الذكر المطلق المفتوح، الذي لا حدود له ولا مكان له ولا زمان له، في أي وقت من الليل أو النهار مفتوح دائماً فهذا يسمي الذكر المطلق سواء كان من تسبيح لتكبير لتهليل وغير ذلك، صلاة علي النبي محمد علي طول وبدون حد هذاذكر مفتوح، والذاكرين الله كثيرا والذاكرات. كثيرا بدون حد وبدون عدد.

الذكر الخاص / هو المخصص بمكان وزمان وأحوال، كأذكار الصباح والمساء وبعد الصلوات، وهناك ذكر مخصص بوقائع كذكر الدين مثلاً.

الذكر الوارد وغير الوارد / الذكر الوارد عن النبي صلي الله عليه وسلم كما ورد في السنة، والغير واردة عن رسول الله ولكنها مباحه ومتاحه، كذكر عرض النعم كما تقول اللهم إنك أعطيتني وفرجت عنى وهكذا من نعم الله عليك بينك وبين الله عز وجل، فلا يشترط أن تقول كما قاله غيرك.


درجات الذكر وهي ثلاث درجات

الدرجة الأولي 

أول درجات الذكر ذكر ظاهر، وهو الذي ذكرناه من قبل والذي يكون بالثناء والدعاء وعرض الحال. 

الدرجةالثانية 

هوالذكر الخفي، وهو الخلاص من القيود والبقاء مع الشهود ولزوم المسار، وهذا بمعني انك تذكر الله وكأنك تراه ومن يري لا ينسي، فتبقى بجميع احوالك كأنك تري الله، فيتملكك الحياء من الله والخوف منه والخشية منه، والرغبة فيه فتكون دائماً حالك متصل بالله.

الدرجة الثالثة

وهي الدرجة الأعلي وهي الذكر الحقيقي فكل ذكر غيرها ماهو بحقيقي هي الذكر الدائم فما هي؟ 

هي أن تنسي أنك ذكرت أصلاً مهما عملت والا تذكر الا ذكر الحق لك، يقول الله عز وجل، فاذكروني أذكركم. كلمة اذكروني ان تنسي أنك ذكرت مهما عملت ولكن كلمة أذكركم هي التي تجعلها تبقي في قلبك وتقول الله ذكرني لا إله إلا الله، وتقول الله ذكرني لا حول ولا قوة إلا بالله، وهكذا فتستحضر ذكر الله لك فيغيب ذكرك أنت لله فتبقي بعد ذلك دائم الذكر لله. فهؤلاء هم المفردون.


google-playkhamsatmostaqltradent