إدعوا ربكم تضرعًا وخُفية
ادعوه سبحانه وتعالي اسم الله الأعظم ، ليس هناك من مبرر بأن يعلو صوتك بالدعاء، إدعوا ربكم تضرعًا وخُفية، بل إن سيدنا ذكريا عليه السلام نادي ربه نداءً خفيًا، اسم الله الأعظم يمكن لك الدعاء به والتضرع إليه وأنت في ظرف صعب وعصيب ودون أن تحرك شفتيك أن تدعو الله بقلبك وهو يسمعك ويستجيب لك، من الأداب عند الدعاء والتضرع إليه سبحانه، إحرص أن يكون في الخفاء ومن الآداب عند الدعاء إحرص أن يكون بتضرع وتزلل لله إدعوا ربكم تضرعًا وخُفية.
فمثلاً بأن تقول يارب ليس لي سواك، يارب أنا المذنب فسامحني. يارب إغفر لي ذلتي، إقبل توبتي. أقل عثرتي يارب، التضرع يا إخواني التضرع مع الخفية، إنه لا يحب المعتدين ، المعتدي يعني إنسان يعتدي علي أخيه يأخذ ماله يذله يعتدي علي عرضه ثم بعد ذلك يقول يارب، فأني يستجاب له بهذا مستحيل أن يستجيب لك إذا كنت معتديًا علي أخيك إذن فمن آداب الدعاء أن تكون مستقيمًا، لذلك المعتدي لايحبه الله، وبالتالي لا يستجيب له.
البعض قال أن من معاني المعتدين أن تطيل في الدعاء يعني إنسان إذا قيل له سيدي ادعو لنا، تري مرة إنسان كان بتعزية وإنسان آخر إستلم الدعاء دقيقتين ثلاثة ربع ساعة بعدها غفل وبعدها أفاق وصحي فقالوا ماذا حدث معه، إذن فمن معاني العدوان في الدعاء أن تطيل في الدعاء.
 |
| اسم الله الأعظم الدعاء والتضرع اليه |
علو الهمة في الدعاء
إذن من علو الهمة في الدعاء أن تحافظ علي آدابه، أن تدعوه تضرعًا بمعني تذللاً وأن يكون خُفية وألا يسبقه عدوان علي مخلوق حتي يستجيب الله لك إجعل الدعاء والتضرع إليه في الخفاء وادعو اسم الله الأعظم.
ومن علو الهمة في الدعاء أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه سبحانه وتعالي وأن يختمه بالصلاة علي نبيه عليه الصلاة والسلام، نذكر سيدنا يونس حينما وجد نفسه فجأة في بطن الحوت فأثني علي الله بالدعاء. يعني لو إنسان أمسك بإبنك لا سمح الله وأنت خفت عليه منه ماذا تقول له لكي يفلته أو يتركه، قات له أنت رحيم وكأنك تقول له دعه وارحمه إذن فبمجرد أن تثني علي الله عز وجل فهذا نوع من أنواع الدعاء وأن تختمه بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم.
ومن علو الهمة بالدعاء أن تجزم به وأن توقن بالإجابة فلا تقول يارب إرحمني إذا أردت لا. فإن الله يريد أن يرحمك ويعفو عنك فلا تعلق الدعاء وفيه دعاء ليس له أصل. ادعوا ربكم تضرعًا وخُفية تُري من الذي يمنع الله تبارك وتعالي من أن يلبي دعوتك ، كما تريد هذا الكلام ماله أصل كما وكأنك تقول مثلاً يارب لا تضربني بحضر بل إجعله مفتتًا إذا كان لابد من أن تضربني فاجعله مفتتًا فهذا كلام غير معقول أبداً، إذا دعوت الله فتيقن بالإجابة فتيقن إن الله قادر علي أن يستجيب لك، فينبغي أن تجزم بالدعاء وأن توقن بالإجابة.
ولا يقول أحدكم اللهم إغفر لي إن شئت، وليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يعظم عليه شيئًا أعطاه إياه. بمعني مثلاً لا سمح الله ولا قدر الله، طبيب قال للمريض هذا المرض لا شفاء منه الأن هو بجهله يدعو الله يااارب هذا المرض ليس له شفاء ياربي أعني علي الصبر عليه، لا بل قل له يارب اشفني منه ولو قال الطبيب بأن ليس له دواء فليس عندوالله شيئ مستحيل علي الإطلاق. إجزم وتيقن من الإجابة. إذن إغفر لي إن شئت ليس من آداب الدعاء، إرحمني إن شئت ليس من آداب الدعاء فليعزم المسألة فإنه لا مكره له.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا دعا. دعا ثلاثًا يعني أول مرة والثانية والثالثة، هذا هو الإلحاح بالدعاء وإن الله يحب الملحين بالدعاء، وفي صحيح مسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم ما زال يهتف بربه مادًا يديه مستقبل القبلة حتي سقت ردائه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ ردائه فألقاه علي منكبيه ثم إلتزمه من ورائه وقال، يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك.
يابني. سيدنا يعقوب يابني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ادعو الله مرة ومرتين وعشر مرات ومئة مرة، فإن الله يحب الملحين في الدعاء.
من علو الهمة في الدعاء أن تعظم المسألة وللتقريب بالمعني تخيل أن ملك قال لك أطلب وتمني فري ماذا تطلب منه هو قادر علي توفير لك كل ما تطلبه منه، الشاهد. إذا دعوت الله عز وجل اطلب منه الشئ الكثير الذي يبدو لك مستحيلاً وإذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه.
ومن علو الهمة في الدعاء الدعاء بإسم الله الأعظم إختلف العلماء أي إسم من أسماء الله هو الأعظم؟ فهناك إجتهاد رائع جدًا، أن كل اسم من أسماء الله الحسني هو اسم الله الأعظم بحسب حالك. فمثلاً أنت فقير ، اسم الله الأعظم المُغني أو إذا كنت مريضًا، اسم الله الأعظم الشافي. أو إذا أنت ضعيف، اسم الله الأعظم القوي.
ياقوي. إذا أنت مذنب اسم الله الأعظم الغفور. فأي اسم من أسماء الله الحسني هو اسم الله الأعظم بحسب حالك أنت فاختار من أسماء الله الحسني ما يناسب حالك.
ومن علو الهمة في الدعاء أن تدعو بأدعية القرآن الكريم. إجمعها ربنا تقبل منا إن أنت السميع العليم. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، إجعلني مقيم الصلاة، أدخلني مدخل صدق وأخرجني مُخرج صدق. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري.
إذن فمن آداب المؤمن أن يدعو الله بأدعية القرآن ثم بأدعية المصطفي عليه الصلاة والسلام.
يارب زوجني فلانه بنت فلان. ساكنه بالمنطقة الفلانية، الأولي أن تدعو بأدعية القرآن وأدعية النبي عليه الصلاة والسلام.